القيادة والتأثير *

القيادة والتأثير *

قيادة الذات هي جوهر روح المبادرة وأن تضع نفسك في موضع المسؤولية عن عملك بدون تدخل أو مراقبة مستمرة من قبل مديرك. هي أن تصنع القرارات بنفسك بدلاً من أن تنتظر مديرك ليصنعها لأجلك. ماذا يحدث إذاً عندما يقوم الموظفون بإدارة أنفسهم؟ في استطلاع حديث للرأي تم فيه سؤال كبار المديرين عن العامل الرئيسي الذي كان مسؤولاً عن زيادة الإنتاجية في السنوات الخمس الماضية, اتفقوا جميعاً على أن إشراك الموظفين المباشر في عملية صنع القرار, متضمنة أخذ المبادرة, كان هو ذلك العامل.

إن القيادة لا تعرف حدوداً, كما أن القادة يمكن أن يوجدوا في أي مكان في المؤسسة, بغض النظر عن موقعهم على الخريطة التنظيمية. جاء في دراسة حديثة عنوانها "تقرير حول تحرير القيادة ", قامت بنشرها الجمعية الصناعية في المملكة المتحدة أن أكثر من 80% من هؤلاء الذي أجمع الموظفون على أن لديهم مقدرة حقيقية على القيادة لا يعملون في مناصب ذات سلطة رسمية, كما أوضحت دراسة أخرى أن ما يقدمه القادة الرسميون من إسهام في معظم المؤسسات ليس مسؤولاً في المتوسط إلا عن تحقيق ما لا يزيد عن 20% فقط من نجاح تلك المؤسسات, في حين أن التابعين لهم هم المسؤولون بشكل بالغ الأهمية عن النسبة الباقية, وهي 80%.

وفي الوقت الذي يستخدم فيه المديرون السياسات والإجراءات والثوابت وما شابه لدفع مرؤوسيهم نحو تحقيق أهداف المؤسسة, يلهم القادة من حولهم لتحقيق أهداف المؤسسة من خلال تصرفاتهم وما يقدمونه من مثل يحتذى به. لكي تكون قائداً, فكل ما تحتاجه هو رؤية شاملة للطريقة التي ينبغي للأشياء أن تكون عليها ورغبة شديدة في إقناع الآخرين للانضمام إليك وروح المبادرة لتسيير الأمور. وكما قال " كين بلانكارد " وهو خبير في الإدارة واشترك في تأليف كتاب: The one-Minute Manager أو " مدير الدقيقة الواحدة " " إن أساس القيادة الناجحة اليوم هو التأثير وليس السلطة ".